الأحد، 9 أكتوبر 2011

امور ن اكوش ..وقانون الفساد


عندما أعد أحد تلامذة سقراط خطة لهروب أستاذه من السجن ، وبالتالي من حكم الإعدام الذي حكم به أكثر من360 قاضيا، أجابه سقراط ؛ علينا أن نحترم القانون حتى وإن كان خاطئا في حقنا .

فضل سقراط تناول سم الشوران على أن يظهر مخالفا لقوانين أثينا .

فكرة إحترام القانون تفوقت على أنانية الإنسان ونرجسيته،هذا الأمر يبدو مثاليا إلى درجة عدم التصديق، لكن الحضارات الإنسانية بنيت على مثل هذه المواقف .
...

ألبير كامو* المفكر والفيلسوف والإنسان، يتحدث عن الموقف الإنساني النبيل الذي غالبا ما تكون نتائجه وخيمة على الفرد، لكنه قيمة مضافة في الرقي الإنساني ؛ ألم يكن كافيا للمعتقلين في سجون الإستعمار الفرنسي للمغرب كلمة يقولونها وإمضاء يوقعونه كي ينتهوا من عذاب الإعتقال ؟؟؟ ، إن إمتناعهم عن التفكير في شخصهم ، وتحمل نتائج هذا الإمتناع، هو الذي قدم لنا المغرب حرا … لكن، للأسف، لسنا جميعا كسقراط والأجداد ،فتُقيد الحرية، ويتم سجننا في الأهواء الذاتية لقابضي الحياة، هؤلاء الأشخاص الذين هم إبتلاؤنا الأساسي والوجودي .


من كتب هذا القانون ومن يسهرعلى تطبيقه غالبا ما يكون أول من يتجاوزه؛ألم يتدخل الناطق بإسم الحكومة ووزير الإتصال الحالي خالد الناصري لتحرير إبنه من قبضة الأمن بعد صدام وشتم وضرب لأحد المواطنين المغاربة ؟؟؟ . مشهد يقول لنا : نحن نتبول على القانون الذي نسهر على حمايته . ألم تدخل وزيرة الصحة ياسمينة بادو في موجة ضحك داخل مجلس النواب بسبب سماعها لكلمة حشرة الليشمانيا في سؤال شفوي لأحد أعضاء البام ؟؟؟؟ . مشهد يقول لنا أغلبنا يقر أن السياسة عندنا مورست كأنها لعبة قذرة ، والقذارة هي صفتها القوية، فلكي تمارس السياسية عليك أن تكون بيدين قذرتين ،كما قال جون بول سارتر، الفيلسوف الفرنسي، واصفا ما كان عليه الحال في أوربا بعد الحرب العالمية الثانية ، هناك فُرضت عليهم القذارة السياسية بسبب الحرب الباردة التي كانت أوربا ركحها الرئيسي ،فما الذي فرض على سياستنا أن تكون بهذه الصفة ؟؟؟ .

إضافة إلى هذا، كانت السياسة عندنا بلمحات صوفية، زاوياتية ، هجينة،وخليط من كل الأشياء غير السياسية … لا أرى إلا وصفا واحدا لما كانت عليه السياسة عندنا؛ إنها مفسدة بإمتياز جيد جدا .

لاحظوا أني أقول *كانت السايسة عندنا *، وهذا لا ينعي أنها ليست كذلك الآن ، لكن هناك في هذا الربيع المغربي الكثير من المتغيرات التي دخلت على الثوابت- الأساطين العتيدة لسياسة عندنا ؛
أولا إقتحام الشباب الباب المحرم عليهم ، وأخذهم بالقوة الكلمة السياسية، والتحليل السياسي …

ثانيا ، موازاة مع  ما يقع  فإن أشياء سرمدية، أو ظُن أنها كذلك في سياستنا، ستتحول وتؤثر في حياتنا بشكل مباشر  ، فلراهنية الأحداث وقعا أكثر من النوايا …
ثالثا ، حركة 20 فبراير التي أضافت إلى الإحتجاجات بالشارع المغربي بعدا سياسيا ودستوريا وقانوينا، لم نعد فقط أمام إحتجاجات معيشية ،وكلنا شهد كيف تم مناقشة الدستور من أطراف خارج اللعبة السياسة المهيكلة مسبقا ، وتم مناقشته في الشارع والأزقة والأحياء …

هناك متغيرات آخرى، لكن هذه أبرزها، والتي يعقد عليها الأمل في أن تكون ممارستنا للسياسة كما وصفها أرسطو طاليس ، الفيلسوف اليوناني ؛ إنها فن التدبير .. والتدبير ضد الإفساد … فهل سيتحقق أملنا ؟؟؟ أم أن العجلة ستسير بدون هواء
؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق